top of page
بحث

وقائع معاشرة على الشيوع !

  • Adnan Zahir
  • 25 مارس 2023
  • 3 دقيقة قراءة


جلس " صابر " فى السوق الصغير و هو يحس أن هرمونه الذكورى قد وصل حدا يهدد بانفجار " هيروشيمى " غير مسبوق، طرق يفكر.... هل يقوده هذا الشبق الهرمونى الى مهاجمة البطيخ المكور المترجرج و المتأرجح خلف ذلك الجلباب الأسود الطويل الذى يرتدنه ؟!...سرحت افكاره و تمددت حتى وصلت حد التفكير فى كيفية اختراق هذا الحصن الأسود محكم القفل !!

" دفعته " فى الحى..." قّلبا " ذلك الفاسق العجوز قال له، لا شئ يحجب ذلك الشئ المكور سوى تلك العباءة السوداء الطويلة !...وحسب قوله أيضا فقد بدأ ذلك التخلى من الملابس الداخلية قبل فترة من الزمن، وذلك فى زمن حكم الديكتاتور الثالث، ابتداءً بحجة التكلفة العالية للملابس مع الظروف الاقتصادية الصعبة، ثم بعد ذلك حجة " حر " السودان القاتل الذى يجعل رائحة الجسد، تشابه رائحة السمك عند تعرضه لشمس منتصف النهار !!.... .. و بعد ذلك أصبحت عادة مريحة . أضاف بتهتك (ياخى ريحونا.... القصة أصبحت أبو سريع.....لا قليع لا ...لا .... لأ......الخ )! أنهى حديثه بضحكتة الماجنة التى تجعل محدثه يموت غيظا.

زوجته ذهبت ل (نُفاس ) ابنتها فى الخليج قبل ثلاث أشهر،أرسلت له " ايميل " قبل مدة قالت فيه انها سوف تأتى بعد أسبوع ،ثم أردفته بواحد آخر ذكرت فيه انها سوف تأتى بعد شهر لظروف ابنتها........قال لنفسه ( لعن الله وسائل التواصل الاجتماعى لقد اخترعت لعكننة البشر ) !!

قبل وصول الايميل الثانى كان قد أوصى صديقه " السماكى " بأن يجهز له ثلاث سمكات من " البلاطى " الماهله لليوم الموعود، ذهب بعد ذلك و طلب من زبونه الجزار أن يحجز له " سنكيت " محترم...ثم عرج بعد ذلك و هو فى طريقه للمنزل ل " بتاع " الكوارع و طلب منه حجز طلبين من الكوارع مع كل الملحقات ، بما فى ذلك " عصير " الفواكه " المجيه " الذى يجيد صنعه !!!....

تنهد بصوت عالى ثم قال لنفسه بغضب ....عليه الآن أن يقوم بالغاء كافة الترتيبات السابقة.....تنهد بحسرة و أضاف ( ذلك كله ساهل و ممكن..... و لكن كيف يمكن تقضية هذا الشهر اللعين مع هرمونه الذى يفور و يمور )!!.........يجب أن يستشير فى ذلك صديقه الفاسق " قلبا ".

" قلبا " كان يستمتع بإعطاء الإستشارة لأن ذلك يعطيه شعور بالاهمية و الزهو بالمعرفة التى لا يمتلكها و لا يستحقها، و لولا الظروف التى يمر بها لما ذهب لمقابلة " خلقته " التى لا تسر. لم يكن من الصعوبة العثور عليه، فهو على الدوام يتواجد اما مع صاحب طبلية التمباك فى السوق الصغير، أو جالس فى كرسى فى شارع متفرع من المركز الطبى، و هو شارع أساسى لبنات المدارس و الجامعات فى طريقهن للدراسة أو الرجوع منها.

" قلبا " من جلسته فى الشارع المتفرع ،يستطيع بسهولة التفرس فى أجساد طالبات المدارس الصغيرات ،و يحلم بامتلاك احداهن رغم " مُروّته " التى تلاشت و التى يحكى عنها فى جلسات العربدة الخليعة.

سَلم على قلبا، و جلس بالقرب منه، شعر ان " قلبا " يتجاهله عن عمد، فهو قد خمن سبب مجيئه فحاول أن يعطى لنفسه بعض الأهمية. لعن فى سره الدنيا التى جعلته يلجأ لقلبا للمشورة و طلب العون. فى تلك اللحظات سمع صوت رسالة وصلت اليه عبر " الماسنجر " فى تلفونه، وجدها فرصة للرد عليها و تجهيز نفسه لمخاطبة الكلب قلبا.

و جد الرسالة من زوجته تخبره فيها بأنها سوف تأتى بعد يومين، ورغم فرحه و غبطته بالرسالة التى أنقذته من ورطة قلبا و " هرمونه الفاير "، الا انه و مع ذلك لعن النساء و تقلبهن و عدم ثباتهن على الرأى. قرار مجئ زوجته بعد يوم فجر امامه مصاعب جمة و مهام و مشاكل جديدة.

فقد كان عليه أن يسرع و يعيد جميع الترتيبات التى قام بالغائها قبل يوم من استلام تلك الرسالة الأخيرة . هرول و " ساسك " بين الجزار ، بتاع السمك ، الكوارع و بائع الفواكه و لم ينسى هذه المرة بتاع " الإجزخانه " !!

لاحظ ان الجالسين فى السوق الصغير، و العاطلين عن العمل فى الحى الجالسين فى أركان البيوت يتابعون حركته باهتمام خبيث، لكنه طمأن نفسه ان الرسالة الأخيرة لا يعلم بها الا " قوقل " كثير الحرص !!

رغم كثرة الواجبات الا انه أفلح فى انجازها، فى اليوم الموعود ذهب الى المطار خِلسة و قام باحضار زوجته الى المنزل و لحسن الحظ كان الوقت ليلا و أهل الحى قد " خمدوا " فى منازلهم . نظر الى زوجته العائدة فى زينتها المتقنه بحرفية فنان و رائحة الدلكة و البخور تفوح منها، فتذكر ليلة زواجه الأولى قبل عشرين عاما........كانت تلك الليلة تشابه ليالى ألف ليلة و ليلة.

فى صباح اليوم التالى و حوالى الخامسه و النصف صباحا، و كعادته قام بفتح الباب لكلبه للتريض و التنزه خارج المنزل ، و لدهشته وجد جميع ابواب الحى مُشرعه و امامها مالكيها ،و هم يلوحون اليه بتحية الصباح و علامة النصر !!......صُقِع .


مارس 2023

 
 
 

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل
ثلاث قضايا جوهرية اهملت بقصد !

1   الاحداث المتسارعة في الساحة السياسية السودانية مع سقوط الفاشر في يد الجنجويد ، ترك المجتمع في حالة صدمة و ذهول، فتفشت الفوضى و عدم الاستقرار التي لازمها جوع ، مرض و الركض وراء توفير اساسيات الحياة

 
 
 

تعليقات


bottom of page