حنين القماري
- Adnan Zahir
- 6 أغسطس
- 1 دقيقة قراءة
هل تصدقين؟!، أحس بأنني قد أصبحت عاجزاً عن الفعل، عاطل المواهب وغير مفيد لنفسي أو للآخرين. صار يتملكني ذلك النوع من الاحساس الذي ينبئك بأنك خواء وغير مؤهل لرحلة الخلق والتعبير. الأفكار البكر تتسرب من بين ثنايا العقل والقلب، الخيال يروض بأناة معلم متجهم القسمات، حتى الكلمات تيبست ما بين مسافات الابداع وتهاوي القلم الشبق على هوامش الدفاتر المنسية.
هل يمكن أن تتلاشي هكذا كل الاشياء الجميلة والرائعة ؟! وهل يصدق أن تكوني قد حزمت معك سناني، لغتي، عقلي وقلبي المجهد؟! أعرف أن طبعك الرقيق يرفض كل تلك الغلظة في التعامل، وأنك تعلمين كم هو قلبي مرهق وعليل. أود أن أحكي لك عن حادث وقع لي في لحظات الصبا الباكر وصار يلازمني ويتكرر أمامي بصورة يومية، ثم يظل منطبعاً بذاكرتي فترة طويلة لا يود مبارحتها.
في تلك السنوات طرية الايقاع وعندما كنا أكثر غفلة وسذاجة في تناول الأشياء، اصطدت في إحدي المرات (بنبلتي) إحدي القماري اللاهية في خريف كان ماهلاً ذلك العام. كانت قمرية مهيبة الحسن بريشها المتداخل الألوان والأشكال وبرفقتها قمرية أخري في مثل جمالها وخيلائها، فرت بجلدها مذعورة أمام عدواني الاغتيالي الفجائي والمباغت غير المبرر. كنت ً حينما يأتي بي الدرب إلى ذلك المكان، أجد القمرية الأخرى التي فرت بجلدها تتجول مندهشة وحائرة، وعندما تشاهدني تنطلق طائرة في الفضاء الفسيح في سرعة وفزع وهي وجلة، .
حينها أخبرني أحد رفاق الطفولة أنها زوج القمرية التي قمت أنا بأصطيادها واغتيالها غيلة وتلصصاً. .الآن بعد كل السنوات المنسرقة من العمر كم أحس بالأسي والندم وبقسوتي الأولي تجاه تلك القمرية المهيبة الحسن، وأنا أحث الخطي وجلاً مندهشاً في قاهرة المعز باحثاً عنك! .

تعليقات