top of page
بحث

The Defiant Ones

  • Adnan Zahir
  • 28 يناير
  • 3 دقائق قراءة

تاريخ التحديث: 29 يناير

   سينما

" رجلان في سلسلة " !

 

شاهدت بالأمس فيلما أخرج في منتصف القرن الماضي ، و كنت قد شاهدته من قبل و أنا صغيرا عندما كانت مؤسسة السينما جزء مكملا للمشهد الثقافي في السوداني قبل أن يطأ الاخوان المسلمين محيط السياسة و يفسدوا السياسة و المشهد الثقافي معا.

ما شجعني على مشاهدة الفيلم في قناة " توبي " انه " هبش " قضية تواجه مجتمعنا اليوم بقوة و هي قضية " العنصرية "، أيقظها من نومها و أجج استعارها الحرب القائمة بين الجيش و ابنها العاق " الجنجويد " ، و التي استخدم الجانبين فيها كل الأسلحة المشروعة و غير المشروعة بما فيها موضوع هذا الفيلم.

يتناول الفيلم العنصرية أو الأثنية في المجتمع الأمريكي التي لا زالت سائدة ، و لكن بشكل أقل بعد نضالات رجال أبطال مثل " مارتن لوثر كنج " الحاصل على جائزة نوبل للسلام و الذى تم اغتياله بطلق ناري في " مميفس " في ابريل 1964  ،" مالكوم أكس "، " روزا باركس " ، " هريت تلامان " ، " محمد على كلاي " و آخرين.

ترجم الفيلم في السودان بتصرف باسم ( رجلان في سلسلة ) ! و هو تصرف يستهدف اثارة العامة لمشاهدة الفيلم و قد نجح في ذلك، لكن ترجمة الفيلم باسم بشكل رسمي يجب أن يكون ( المُتحدين ).

قصة الفيلم باختصار دون افساد للمتعة لشخص يود مشاهدته، هو ان هنالك شاحنة بها بعض المدانين في قضايا جنائية مرحلين الى سجن آخر، تنقلب الشاحنة التي بها المسجونين، و يهرب منها مسجونين  احدهما أبيض اللون يدعى " جوكر " يؤدى الدور الممثل ( تونى كيرتس )، و المسجون الآخر " نوح كولن " يؤدى الدور الممثل من أصول أفريقية امريكية ( سيدنى بوتي ).

في ذلك الوقت كانت العنصرية في أمريكا في أوجها، و لا يمكن حتى تقيد مجرم ابيض بالسلاسل - ووفقا للقانون - ! مع مجرم أسود، و قد علق حاكم الولاية عند هروبهما و احتجاجه في البداية على تقيد أسود مع أبيض و من ثم ساخرا ( سيقتل أحدهما الآخر قبل القبض عليهما ) ! في إشارة ضمنية الى انهما لا يمكنهما التعايش معا !!

لم يكن امام المسجون الأبيض و الأسود حلا للهروب و الوصول الى غايتهما غير التعاون معا، و برغم ذلك تقع بينها كثير من المشاكسات و الخلافات التي تصل أحيانا الى محاولة قتل بعضهما البعض و التي تعكس مدى سيطرة العنصرية في المجتمع الأمريكي ذلك الوقت.

لكن الفيلم يشير و بشكل مبدع حتى مع تلك العنصرية المتأصلة كان هنالك بعض البيض الذين يرفضون العنصرية مثل ( الشريف ) الذى يطاردهم في رفضه لأطلاق كلاب المطاردة الشرسة التي تقوم باغتيال الشخص المطارد ،مستندا في ذلك بان القانون لا يسمح باغتيالهم .

بعد وقوع عدد من الحوداث  تحاول امرأة مع ابنها، مساعدتهم بتوفير عربتها، شريطة ان تذهب مع جوكر ( الأبيض ) فقط، الذى وقعت في غرامه يرافقها ابنها، ثم تصف لنوح كيف يمكن أن يصل الى القطار الذى يمر عبر منطقة مليئة بالمستنقعات يقوده للحرية.

عند ذهاب نوح للحاق بالقطار يكتشف جوكر أن المرأة أرسلت نوح في طريق يمكن أن يفقد فيها حياته . يثور جوكر لذلك و قد نمت علاقة إنسانية بينه و بين نوح، و يذهب متخليا عن المرأة للحاق برفيق دربه الأسود حتى لا يلاقى حتفه . عندما يلحقان بالقطار المتحرك يفشل جوكر للصعود للقطار لتعرضه لطلق نارية من ابن المرأة. عندما يفشل جوكر في ركوب القطار ينزل نوح من القطار المتحرك ، و يسقط معانقا لنوح ، و من ثم الشريف يقبض عليهما معا.

يقول النقاد أن هذا الفيلم يعد من أفضل الأفلام التي تطرقت لقضية العنصرية حتى الآن، و اتفق معهم فقد افلح الكاتب و المخرج من خلال شخصيتين مدانين جنائيا أن يعكس قضية و تجذر العنصرية في أمريكا، و لكن لم ينسى أن يشير أيضا وسط محيط هذا الكره العنصري البغيض، أن هنالك البعض الذين يتضامون مع السود و  مع التأكيد أيضا حتى المجرمين يمكنهم الوصول لدرجة من الإنسانية في علاقتها المعقدة مثل جوكر و نوح.

بعد هذا العرض المختصر هل نحن في حاجة للتحدث عن قانون ( الوجوه الغريبة ) الذى سن في المناطق التي يسيطر عليها الجيش في السودان........ و بعد قرن من اخراج و عرض هذا الفيلم !!.....لا أعتقد ذلك.

المخرج : ستنالى كرامر

الكاتب : نورك ينج – هارلود جاكوب سميث

الممثلين : تونى كيرتس و سدنى بوتيه

الفيلم أسود و ابيض

عرض الفيلم في العام 1958 و نال الاوسكار و جوائز أخرى عديدة

 

عدنان زاهر

يناير 2025

 
 
 

أحدث منشورات

عرض الكل
امرأة " قوس- قزحية " !

امتطى مترو الانفاق و أنا في طريقي للعمل، انسرب منه خارجا في محطة " ينج " ب ( الدوان- تاون ) لأمضى بقية الطريق راجلا. في احدى المرات و أنا...

 
 
 
ازدواجية المعاير و التطفيف !

1   مدخل قرأت مقال لنصر الدين عبد الباري بعنوان ( سلطات الامر الواقع السودانية ضد الأمارات العربية المتحدة : نفاق مؤسسة إبادة جماعية )، و...

 
 
 

Comments


bottom of page