الرجل الذى قتل ( ليبرتى فالنس ) ! سينما
- Adnan Zahir
- قبل 23 دقيقة
- 4 دقائق قراءة
The Man Who Shot Libraty Valnce !
( حين تتحول الأسطورة الى واقع ...أنشر الأسطورة ) !
بالرغم من قِدم الفيلم الذى تم إخراجه و عرضه في العام 1962 الا انه رسخ في الذاكرة، ثم ازداد رسوخا بعد أن شاهدته مؤخرا ، لأنه يطرح قضايا أخلاقية و قانونية خلافية، و يؤسس لقيم بطريقة لا زالت موضع جدل و نقاش.
يقوم بالتمثيل في الفيلم كبار ممثلي هوليود في ذلك الوقت و اعلاهم سعرا و قدرة على التمثيل ، مما أعطى الفيلم زخما و مذاقا خاصا.
جون وين يقوم بدور " توم دينفون "
جيمس استوارت – " رانسم استودارت "
لى مارفن – " لبيرتى فالنس "
و الممثلة فيرا مايلز في دور" مالى استودارد " زوجة رانسم استودارت... لاحقا
و الممثل الأفروأمريكي وود استوردى في دور " بومبي " صديق توم دينفون
تبدأ احداث الفيلم عن طريق ( الفلاش باك ) عندما يقوم السناتور الأمريكي المشهور رانسم استودارت بزيارة خاطفة الى مدينة صغيرة في الغرب الأمريكي تسمى ( شنبون )، الزمن بعد نهاية الحرب الأهلية في أمريكا بين الجنوب و الشمال، و محاولات السلطة الأمريكية الجديدة تحديث مدن الغرب من خلال ربطه بالسكة حديد، توطين القانون و فرضه ثم بناء قيم جديدة للمجتمع الناهض.
عندما ينتشر خبر الزيارة في المدينة الصغيرة التي تنتظر الأحداث المثيرة لتيقظها من سباتها الدائم، تقوم أحد الصحف المحلية واسعة الانتشار في استثمار الفرصة لإجراء لقاء مع السناتور المهم، و معرفة الأسباب التي دعته للحضور لتشيع شخص مغمور يدعى " توم دينفون " ، الذى لا يعرفه عدد كبير من سكان المدينة بمن فيهم رئيس التحرير . عندما يتردد السناتور في افشاء سر الزيارة يقول له رئيس التحرير بشكل صارم و قاطع ( من واجبى وواجبك أن تدلى و تكشف عن سبب الزيار وتنوير الرأي العام، باعتبارك تعمل في المجال العام لخدمة المواطن ) !
في تواضع وإحترام يقبل السناتور حجة رئيس التحرير و يبدأ الحكي ، و سوف أورد القصة باختصار غير مخل حتى لا أفسد متعة من يريد مشاهدة الفيلم.
( عند تخرجي من الجامعة محاميا صغيرا، قررت أن أذهب الى الغرب الأمريكي والى هذه المدينة تحديدا طمعا في الخبرة و توطيد العدالة و القانون، منذ البداية اصطدمت ب " لبيرتى فالنس " الخارج على القانون ،و هو يقوم بالاعتداء و سرقة الركاب بالعربة التي نستغلها و تجرها الخيول، و عندما عرف ان محامى و هدفي توطين القانون ضربني بقسوة ثم تركني في ذلك المكان النائي التي مرت به العربة عُرضة للموت ).
يمر صدفة بالمكان الذى ترك به المحامي المصاب شخص يدعي توم دينفون مع صديقه بمبى ، و يقومان بإنقاذ المحامي الصغير و حمله الى المكان الذى تقيم فيه صديقة توم، التي تعمل على علاجه حتى تم شفاءه. يعمل المحامي في مطعم و بار ملحق بالمكان الذى تقيم فيه صديقة توم دينفون ، تنمو علاقة بين المحامى و توم دينفون مع صديقته مالي، و يعمل المحامي على إقامة علاقات طيبة بسكان المدينة و إقامة مدرسة لتعليمهم القراءة و الكتابة.
يواصل المجرم ( لبيرتى فالنس ) اعتداءاته المتكررة على المحامي ،عندها يخبره صديقه توم دونفون، انه يعيش في مكان ( يحكمه قانون الغاب )، و اذا أراد أن يحمى نفسه عليه ان يحمل سلاحا. المحامي رانسم كان في الأساس يرفض فكرة أخذ و تطبيق القانون بيده ، و لكن عند تكرار اعتداء ليبرتى فالنس قرر أن يحمل السلاح و يتعلم ضرب النار.
يتم اختيار المحامي القادم للمدينة مع رئيس تحرير الصحيفة المحلية ليقوما بتمثيل المدينة في الحكومة المركزية و ذلك بعد رفضهم لاختيار ليبرتى فالنس كممثل للمدينة . تنشب معركة بين المحامي و ليبرتى فالنس يقوم على اثرها المحامي بإطلاق النار و قتل المجرم ليبرتى فالنس ليصبح بعد الحادثة بطلا قوميا.
عندما عرض علي رانسم تمثيل المدينة في الكونجرس رفض رفضا قاطعا، عندها يخبره توم دينفون بالحقيقة ، و هى انه هو من أطلق النار من مكان خفى لقتل ليبرتى فالنس، و ذلك لوقف اعتداءته على الآخرين ، وقوفه الدائم ضد النظام و القانون و لمساعدة رانسم نفسه لأنه لن يستطيع مواجهة المجرم ليبرتى فالنس و يضيف توم دينفون ،و حتى لا يضيع ما فعله هباء يجب على رانسم أن يقبل ترشيح المدينة له .
يضطر رانسم لقبول الترشيح، و يحظى بقبول الجميع باعتباره بطلا قوميا بعد اغتياله المجرم ليبرتى فالنس. يتدرج رانسم في الترقي و يعمل سفيرا و حاكما و سناتور شهيرا في الكونجرس الأميركي.
يقول السناتور في نهاية حديثه ( انه جاء لتشيع الرجل الحقيقي الذى قتل ليبرتى فالنس )، عندها يقوم رئيس تحرير الصحيفة المحلية ،بإلغاء اعترافات السناتور رانسم التي ادلى بها للصحيفة في النار المشتعلة لتحترق و يقول :
( When the legend becomes fact, print the legend )
( حين تتحول الأسطورة الى واقع انشر الأسطورة ) !
الفيلم من اخراج " جون فورد ".
الفيلم كما ذكرت يتعرض لعدة قضايا خلافية بما في ذلك كتابة تاريخ الأمم و الأحداث، كما يتعرض من جانب آخر لبعض القضايا التي يعانى منها المجتمع الأمريكي ، أحاول أن أتعرض لها بضربات خفيفة
- يجسم الفيلم دور الصحافة في المجتمع الأمريكي و تشكيلها للرأي العام.
- يحاول الغاء الضوء على التفرقة العنصرية في المجتمع الأمريكي ، ذلك من خلال العلاقة المعقدة بين توم دونفون و بمبى الأسود رغم الصداقة التي تجمع بينهما و عمل " بمبى " في مزرعته، لكن هنالك بعض الفوارق القائمة بينهما، مثال لذلك منعه لبومبي التعليم مع أهالي القرية كذلك حرمانه من حق الانتخاب و التصويت.
- يحاول الفيلم تجسيد حسم الخلافات من خلال العنف البدني ، و الذى تتصف به الشخصية الأمريكية حتى اليوم.
- مبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة ) يجسدها قول رئيس التحرير بأن تنشر الأسطورة باعتبارها الحقيقة التي يعرفها العامة، و ذلك حتى يظل المجتمع متماسكا ، بكلمات أخرى عدم نشر و توثيق الحقيقة، بالطبع يشمل ذلك تاريخ الأمم .
- توم دينفون ارتكب جريمة قتل، و حتى و لو كان الضحية مجرما مثل ليبرتى فالنس، فليس هو الجهة المخولة بعقابه، كما أن كتمان السناتور لتلك الحقيقة دون البوح بها هو عمل غير أخلاقي يتعارض بما كان يؤمن به و يدعو اليه !!
- السؤال محل الجدل يظل قائما، هل يمكن بناء مجتمعا متماسكا من خلال إخفاء الحقيقة ؟!.... القيم التي قاموا بإرسائها الرواد الأوائل في المجتمع الأمريكي من امثال رئيس التحرير، جعلت المجتمع الأمريكي يعتقد انهم الشعب الأفضل في العالم ، كما أصبح عدد كبير منهم يعتقد ان القوة و ليست العدالة هي التي تشكل العالم، و اصدق مثال صارخ امام أعيننا الآن هو الرئيس الحالي للولايات المتحدة ( ترمب ) !!
.....في اعتقادي أن المجتمعات التي تبنى على الكذب سهلة الانهيار لأن الحقيقة في النهاية هي الحقيقة ، لذى يظل من الأفضل للشعوب كتابة التاريخ الحقيقي و ليس المزور....... التاريخ المزور لن يعيش طويلا.
عدنان زاهر
21 مايو 2025
Comments