top of page
بحث

سينما – فيلم ( انه مجرد حادث ) !

  • Adnan Zahir
  • 13 سبتمبر
  • 4 دقيقة قراءة

 

TIFF


It was just An Accident

 

( السينما ليست ترفا بل وسيلة للمقاومة )

( انتم تستطيعون سجن الأجساد، لكن لا يمكنكم سجن الخيال )

                         المخرج الإيراني -  محمد جعفر بناهي


 

أثار فيلم المخرج الإيراني المبدع ( جعفر بناهي ) و الذى يعرض حاليا في مهرجان تورنتو السينمائي، كثيراً من الجدل ليس فقط  نتيجة لإثارته و طرحه لعدد من القضايا المسكوت عنها داخل المجتمع الإيراني داخل فلمه ، و لكن أيضا لخوضه في قضايا تمنع السلطة الباطشة في ايران تناولها أو الحديث عنها . لذات السبب فقد استدعت الخارجية الايرانية السفير الفرنسي في طهران للاحتجاج على دعم فرنسا للفيلم، مما يجدر ذكره هنا ان الفيلم هو انتاج مشترك بين ايران – فرنسا و لوكسمبورج.

وقائع الفيلم

يبدأ الفيلم بعربة يقودها رب أسرة مع زوجته و ابنته الصغيرة، فجأة تصطدم العربة بجسم اعترض طريقهما ، عندما ينزل الأب السائق لمعرفة الأمر يجد انه اصطدم بكلب يعبر الطريق و قتله . عندما تحزن ابنته الصغيرة على مقتل الكلب و تحتج يقول لها مبررا ( انه مجرد حادث ) !

تتعطل العربة فجأة، مما يجبر ( رب الأسرة ) الى الذهاب للورشة الصغيرة الذى توقفت امامها العربة لطلب المساعدة ، كان هنالك ميكانيكي يعمل في هذه الورشة يدعى ( وحيد ) ، عندما شاهد ( رب الأسرة ) أو صاحب العربة المعطلة اعتقد انه المحقق " اقبال " ( ذو الرجل الصناعية ) الذى قام بتعذيبه ابان اعتقاله ، و كان السبب في تغيير مسار حياته بعد فقدانه لكل شيء يملكه، اقبال فعل ذلك ليس لشخص ( وحيد ) فقط انما لعدد كبير من الأشخاص غيره ، درج جهاز الأمن الإيراني على اعتقالهم و تعذيبهم و من ثم تدمير مسار حياتهم.

يقوم المعتقل السابق ( وحيد ) باختطاف رب الأسرة ذو الرجل الصناعية و يذهب به الى الصحراء ليقتله بغرض الانتقام ، اثناء قيامه بدفنه حيا قال له رب الأسرة مسترحما، انه ليس الشخص الذى يقصده . ساور وحيد الشك  فتوقف عن دفن اقبال رب الأسرة.

 قام بالاتصال و الذهاب الى عدد من المعتقلين الذين قام ( اقبال ) من قبل بتعذيبهم للتأكد من شخصيته، و بما ان المعتقلين كانوا معصوبي الأعين اثناء التعذيب، فقد قاموا بشم رائحة المختطف ( اقبال ) للتأكد هل هو المعذب الحقيقي أم لا !!!!!. البعض منهم اكد ان الشخص الذى خطفه ( وحيد ) هو نفس الشخص الذى قام بتعذيبهم، و البعض اصابهم الشك فذكروا انهم غير متأكدين !

كان الأشخاص الذين قابلهم وحيد و تم تعذيبهم من قبل الجلاد ذو ( الرجل الصناعية )، مختلفين في أعمارهم و المهن التي يمارسونها فمنهم السائق، صاحب المتجر، امرأة تمارس مهنة التصوير، امرأة لا عمل لها و آخر عاطل.

يمضى الفيلم في سرد احداث درامية متواترة و متصاعدة تحبس انفاس المشاهد، و لا اريد حكيها حتى لا افسد لمن يريد رؤية الفيلم متعة المشاهدة . أهم ما يستجوب قوله في ختام عرض هذا الفيلم ان النهاية كانت مدهشة و مفتوحة فقد وقف " وحيد " حائرا ....هل يقتل الشخص الذى قام باختطافه أم يتركه يذهب في حال سبيله ! ....ينتهى الفيلم على ذلك.

الفيلم تعرض لبعض القضايا المهمة التي تظل معلقة و تدور في ذهن المشاهد و يمكن تلخيصها في شكل أسئلة :

- هل يمكن للشخص الذى تم تعذيبه من قبل الأنظمة الديكتاتورية أخذ ثأره بطريقة شخصية ؟

- هل يمكن استخدام نفس أساليب مرتكبي جرائم التعذيب و العنف في مواجهتهم ؟

- هل يعتبر الانتقام هو شكل من اشكال العقاب ؟

- هل أخذ الثأر الشخصي من الجلاد يعمل على منع و توقف التعذيب أم يحاكم الجلاد و معه أيضا من شرع و أصدر أوامر التعذيب ؟!

- هل يمكن محاسبة الجلادين الذين اشتطوا و تفننوا في تعذيب المعتقلين بشكل شخصي ؟!

- هل الانتقام الشخصي يمكن أن يؤدى الى ادخال العنف في العمل السياسي و الفوضى السياسية ؟!

مرت بذهني تلك الأسئلة و انا استرجع ما قام به زبانية التعذيب فيما درج على تسميته ( بيوت الاشباح ) ابان حكم الإسلاميين في السودان ( الإنقاذ او الكيزان ) و هم لا زالوا مطلوقي السراح يعيشون بين الناس !!

احداث الفيلم مترابطة مع حبكة جيدة و تسلسل احداث مقنع ملئ بالمفاجآت و المفارقات، و قد نال الفيلم تقييما إيجابيا من قبل الجهات المهتمة بالسينما مثل صحيفة الغارديان، البى بي سي و ( الطماطم الفاسدة )

Rotten Tomatoes

صورت كل احداث الفيلم في ايران بشكل سرى، كما ظهرت الممثلات دون حجاب.

المخرج : ( محمد جعفر بناهي ) تم اعتقاله لعدة مرات من قبل السلطات الايرانية لمساندته للحريات و وقوفه ضد القمع و الاستبداد ، كما حددت اقامته و منع من السفر خارج ايران لسنوات.

 له عدة أفلام مثل ( هذا ليس فيلما - 2011 ) ، ( تاكسي طهران – 2015 ) الذى فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين و فيلم ( وجوه – 2018  ).

الممثلين في الفيلم

إبراهيم عزيزي – في دور اقبال

وحيد مباصرى – في دور وحيد

افسانه نجم آبادي – في دور زوجة اقبال

دلماز نجفى – في دور ابنة اقبال

التمثيل كان جيدا كما افلح الممثلون في تجويد ادوارهم.

نال الفيلم جائزة ( السعفة الذهبية ) في مهرجان كان

شاهدت الفيلم في مهرجان تورنتو السنيمائي بتاريخ الأربعاء 10 سبتمبر 2025

 

عدنان زاهر

12 سبتمبر 2025

 
 
 

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل
ثلاث قضايا جوهرية اهملت بقصد !

1   الاحداث المتسارعة في الساحة السياسية السودانية مع سقوط الفاشر في يد الجنجويد ، ترك المجتمع في حالة صدمة و ذهول، فتفشت الفوضى و عدم الاستقرار التي لازمها جوع ، مرض و الركض وراء توفير اساسيات الحياة

 
 
 

تعليقات


bottom of page