سينما - An Unfinshed Life - حياة غير مكتملة !
- Adnan Zahir
- قبل 3 أيام
- 3 دقائق قراءة
شاهدت فيلم أمريكي بعنوان ( حياة غير مكتملة ) الفيلم من اخراج السويدي ( لاسى هالستروم ) و تم عرضه في العام 2005 ، يقوم بالتمثيل فيه بعض من أشهر نجوم هوليود و هم :
روبرت رودفورد – في دور آينار غلكيسون
مورغان فريمان – ميتش برادلى
جنيفر لوبيز – جين جيلكسون
بالرغم من وجود الممثلين الكبار في هوليود الذين يقومون بتجسيد الأدوار الرئيسية في هذا الفيلم و مع جودة تمثيلهم ، الا أن الفيلم لم يرشح لأي من الجوائز الكبرى في عالم السينما الأمريكية مثل الأوسكار أو القولدن غلوب، ذلك لأن النقاد و الجمهور اختلفوا في تقييمه.
( الروتن تميتو ) أو ( الطماطم الفاسدة ) أحد مؤسسات النقد المشهورة في عالم السينما، قد أعطت الفيلم في تقييمها درجة " القبول " باعتبار أن موضوع الفيلم عادى و لم يطرح جديدا، أم الجمهور فقد جاء تقييمه أعلى بقليل و يبدوا أن القضايا الاجتماعية التي قام بتناولها الفيلم مع اللمسات الإنسانية قد حركت شيئا في وجدانهم، لذلك اضفت نفسى الى ذلك الجمهور في تقييمه. أقوم باستعراض الفيلم في خطوطه العريضة لإعطاء القارئ فرصة المشاهدة.
في حقيقة الأمر تبدو القصة عادية و تحدث كثيرا في المجتمع الأمريكي إضافة الى ان إيقاع الفيلم بطئ، لكن مع ذلك الفيلم يمتلئ بالمشاهد الإنسانية ، يتناول بالنقاش لبعض القضايا الاجتماعية بعمق كما يجسد صراع الأجيال بما في ذلك القيم الجديدة المتفق عليها جهرا و المنكرة سرا ، يتم كل ذلك من خلال الأسئلة الذكية، الحوار الممتع أو استخدام الرمز !
تدور احداث الفيلم في أحد أرياف مدينة ( وايومنج ) الواقعة في الجزء الغربي من الولايات الامريكية المتحدة و هي من مدن جبال الروكي ، لكن الفيلم تم تصويره في كندا ولاية ( البرتا ) .
صديقان اينار ( روبرت ردفورد ) و صديقه ميتش ( مورغان فريمان ) المعوق نتيجة لهجوم دب شرس عليه يعيشان في مزرعة و تدور حياتهم في روتين ممل، فجأة تظهر زوجة ابن آينار المتوفى في حادث عربة و ابنتها، لتحدث زلزالا يغير نمط حياتهم بشكل راديكالي ملئ بالحيوية و المفارقات.
كانت علاقة آينار متوترة مع زوجة ابنه الراحل، لاعتقاده انها كانت السبب في موته خاصة انها كانت تقود العربة لحظة وقوع الحادث الذى أدى الى وفاته، و من ثم رحيلها بعد ذلك دون الاتصال به طيلة فترة بعادها، حتى انها لم تخبره بأمر حفيدته التي انجبتها بعد موت زوجها . قَبل باستضافتهما مؤقتا على أن تغادر بعد انقضاء الشهر حسب طلبها منه.
تعمل زوجة الأبن الراحل في مطعم و لكن صديقها يقوم بملاحقتها أيضا الى هذه المدينة ، تختلف مع والد زوجها و تقرر الرحيل من المنزل و لكن ابنتها ترفض الرحيل معها بعد أن نمت علاقة بينها و بين اينار و متش تطورت لتصبح علاقة حميمة، تجعل الجد ينظر الى الماضي بشكل مختلف.
يظهر الدب الذى هاجم ميتش في المدينة مرة أخرى، يحاول آينار قتله و لكنه يُمنع بواسطة السلطات التي أفلحت في احتجاز الدب ووضعه في حديقة عامة للجمهور. بعد أحداث متعددة يتصالح الجد مع ماضيه بقبول زوجة ابنه الراحل، كما يبعد عنها و بالقوة صديقها الذى يحاول أن يجبرها للعودة للعيش معه.
يذهب اينار الى الحديقة العامة و يطلق سراح الدب بعد أن كان ينوى قتله، و بذلك يتخلص من تِركة الماضي الثقيل التي كانت تعيق حياته هو و صديقه. تلك باختصار الخطوط العريضة للفيلم، بالطبع حاولت بقدر الإمكان الابتعاد عن الخوض في التفاصيل لأنني أعتقد بان ما قمت بذكره يعطى القارئ فكرة عامة عن الفيلم
في تقديري الفيلم يتعرض بشكل ذكى الى ثلاث قضايا مهمة و هي :
- صراع الأجيال و القيم الجديدة داخل المجتمعات المستحدثة
صراع الأجيال و القيم التي جسدها الفيلم عندما تقوم الحفيدة بسؤال ( إينار و صديقه ميتش )....هل هما مثليان ؟! و هي بذلك تشير الى علاقة الصداقة القوية التي تجمعهما معا و قيام إينار بتمريض ميتش و توفير كل ما يلزمه من احتياجات بعد اعتداء الدب عليه !
كثير من أفراد الجيل الحالي في ( أمريكا الشمالية ) لا يفهم الصداقة بمفهومها القديم نتيجة لبروز قيم جديدة تعبر و تعكس مفاهيم المجتمع النيولبرالى الجديد . سؤال الحفيدة هو مؤشر للدهشة و الاستنكار المستبطن من جانب المخرج، و عدم الرضا عن القيم الجديدة السائدة حديثا في المجتمع دون أن يفصح بذلك مباشرة !!!!
- التصالح مع الذكريات المؤلمة في سبيل استمرار الحياة
هنالك ذكريات تؤرق إينار و لا تفرق ذهنه و جعلته على الدوام يعيش في الماضي كما عملت على شله تماما، تلك الذكريات هي موت ابنه في الحادث و عجزه في الدفاع عن صديقه عندما هاجمه الدب.
عندما يعيد علاقته بزوجة ابنه الراحل و تتوطد علاقته مع حفيدته ، يقوم بإطلاق سراح الدب الذى هاجم صديقه ميتش بعد أسره بواسطة سلطات الحياة البرية و بعد أن كان ينوى قتله، عندها يتصالح مع تلك الذكريات، تنتظم حياته و تعود الى مسارها الطبيعى.
- التسامح و الغفران
تتجسد حكمة التسامح، عندما يغفر و يعفو اينار عن زوجة ابنه الراحل، باعتبار ان هفوات الماضي تسقط بالتقادم، فتطور المجتمع يعمل على تطور الانسان، نضوجه و اكتساب التجارب التي تساعده على المضي قدما.
السؤال الذى يفرض نفسه بعد كل هذا الحكي....هل الفيلم يستحق المشاهدة ؟!
من وجهة نظري كمشاهد أدمن السينما، أن الفيلم جدير بالمشاهدة لأنه يقول بطرح أسئلة عميقة و مشاكسة !!
مايو 2025
Comentários